كيف تخبطت إسرائيل وأضاعت فرص نادرة

فيسبوك
تويتر
واتساب

   في مساء السابع عشر من يناير قال مذيع الجزيرة: إن الحكومة الإسرائيلية طلبت من المستشفيات الاستعداد لاستقبال إصابات حرجة من الجنوب والشمال. قلت لذاتي، أخيرا أفاقت الحكومة وقررت تحويل المسار لكسب سكان قطاع غزة والضفة بعلاج مصابيهم، أو على الأقل الإصابات الصعبة وهي بعشرات الآلاف. خطر ببالي أن هذا عمل ذكي لفصل العلاقات بين حركات المقاومة والشعب، ولكسب الرأي العام العالمي مجددا، وإفشال دعوة جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية… لم يفسر المذيع الخبر، بل انتقل إلى أخبار متكررة يوميا عن القصف والقتل والإصابات والتجويع والعجز عن تطبيب المصابين ودفن الجثث المتعفنة، وأيضا أخبار تصدي رجال المقاومة ونسف الدبابات ونصب الكمائن، ولم يكن ذلك يستدعي طلب المستشفيات بالاستعداد لتلقي إصابات من أطراف البلاد.

   اعترضت خاطرة سريعة مسار تفكيري غير المتركز؛ هل خسائر الجيش ضخمة ويريدون الإفصاح عنها؟ أو هل تلقوا ضربة شديدة أوقعت فيهم مئات الإصابات؟ أو ربما يريدون الهجوم على حزب الله ويتوقعون أن تُقصف تل أبيب وتنهار أبنيتها على غرار 11 سبتمبر في نيويورك؟ تجاهل ذهني ذلك وانتقل في سرحانه إلى فرضية أن ألمانيا قد أقنعت إسرائيل بالانقلاب السلمي، خصوصا وان برلين تعرف عدمية وثمن المجازر والإبادة التي مارستها ضد ناميبيا في مطلع القرن العشرين، وضد اليهود في الثلث الأول من ذلك القرن… قلت لذاتي ربما تنبهت حكومة برلين بعد توبيخها من ناميبيا على أثر مساندتها وانضمامها إلى إسرائيل ضد اتهام جنوب أفريقيا للاحتلال بالإبادة، وربما تذكرت برلين أنها تنضم دوما إلى جانب الباطل في مواقفها وحروبها، ولهذا أفاقت على توبيخ ناميبيا وأقنعت ضحيتها القديمة وحليفتها الحالية بالتوجه إلى الهجوم السلمي وقلب الطاولة على الفلسطينيين وأنصارهم وعلي الحكومات والشعوب التي تتظاهر ضد الحرب والاحتلال.

      لم أصدق أوهامي، بل تمنياتي، لكن المذيع لم يقدم تفسيرا إضافيا في النشرة التالية؛ فذهبت إلى مواقع إخبارية أخرى لم تسعفني في حينه، لكنني عثرت على خبر منسوب إلى مؤرخ إسرائيلي مشهور هو آيلان بابيه، الذي قال في محاضرة في حيفا قبل يوم واحد ما معناه، أن المشروع الصهيوني يحتضر وسيحدث فراغ في فلسطين وعلى حركة التحرر ملئه؛ فقلت ربما يريدون تطبيب الفلسطينيين في مستشفياتهم لإقامة صداقة شعبية تمكن من يريد البقاء في البلاد من التعايش مع سكانها الأصليين. يقدم المؤرخ ستة أسباب لانهيار المشروع الصهيوني: الصراع الداخلي المحتدم في داخل إسرائيل بين العلمانيين والمتطرفين. السبب الثاني هو الدعم العالمي غير المسبوق للقضية الفلسطينية على إثر الحرب التدميرية في غزة. السبب الثالث هو إدراج إسرائيل كدولة فصل عنصري من قبل المنظمات الدولية الإنسانية المحترمة. رابعا وحسب المؤرخ المشهور؛ تردي الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر وضعف القدرة الشرائية في إسرائيل. خامسا، عجز الجيش عن حماية جنوب وشمال البلاد وتحول اليهود إلى لاجئين داخل الدولة وزيادة النازحين منها للخارج. ثم يضيف المؤرخ السبب السادس وهو رفض الأجيال الجديدة من يهود العالم ما تقوم به إسرائيل.  

   ثم عثرت في مخزوني من المعلومات على خبر نشرته صحيفة هأرتس الإسرائيلية يوم الثالث من يناير، أي قبل انعقاد المحكمة الدولية، يقول عنوانه إن الاتهام بالإبادة يجب أن يكون نداء تنبيه للإفاقة في إسرائيل. جاء في الخبر أن الحقيقة تتضح بانقياد إسرائيل لأكثر حكومة يمينية في تاريخها حيث أعضاؤها يتحدثون عن إبادة غزة ويناقشون علنا فكرة الترحيل وينادون لاحتلال غزة وإقامة مستوطنات فيها وحقيقة أن النقاش العام في إسرائيل يُطبع القتل لخمسين ألف، أو مائة ألف غزي، وتجويع السكان وإعاقة إيصال الدعم الإنساني للضغط على حماس، وكل ذلك سيدعم المحكمة لإدانة إسرائيل بالإبادة. فكرت: ربما أفاق البعض ولو على سبيل التضليل والادعاء أنهم يساعدون في تطبيب المصابين بالخطأ، كما يقولون، وذلك لقلب المعلومات عن رغبة الحكومة ومعظم الشارع الإسرائيلي في الإبادة.

   لقد ثبت أن أولى المظاهرات في العالم ضد الحرب في غزة، وفي واشنطن تحديدا قام بها اليهود، ونسمع كثيرا أصوات مفكرين إسرائيليين ضد الحرب ويتهمون الحكومة بعمل مجازر وإبادة. إذا لا يمكن القول إن كل اليهود أو كل الإسرائيليين يوافقون على مخطط الإبادة في غزة… ونتذكر قبل بداية هذه الحرب أن عشرات آلاف الإسرائيليين كانوا يتظاهرون ضد سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة كل يوم سبت، ولا ننسى توسع حركة أهالي الأسرى في غزة وتحول مطالبهم من تحرير أبنائهم إلى وقف الحرب؛ فما سبب هذا التحول؟ بصراحة أن بحث الأهالي عن مصادر أخبار غير إسرائيلية للاطمئنان على ذويهم أراهم ما يدور في غزة من حرب إبادة وتعريض ذويهم وكل سكان غزة للخطر والموت… هذه المعرفة أرشدتهم وغيرت نظرتهم. في المدارس والجامعات والجيش وفي الإعلام المهيمن عليه يكثر التحريض الممنهج ضد الفلسطينيين… أضف لذلك أن القوى الاقتصادية الصهيونية تسيطر على الإعلام الأميركي والغربي سواء عبر الملكية أو التأثير الإعلاني بل والابتزاز الأخلاقي وغيره من أنواع الابتزاز، وبالتالي تكاد تنعدم معرفة الجمهور الإسرائيلي أو الأميركي بما يدور فعلا؛ فهم معذورين نسبيا ويسهل انقيادهم مع القطيع.        

   في ذات الليلة وانا مع هواجسي، استمعت إلى مسؤول أميركي سابق يجيب على تساؤلات حول سهولة انقياد البيت الأبيض للرغبات الإسرائيلية والاعتراض على وقف الحرب، قال المسؤول ضمن أمور عديدة أخرى، إنه شخصيا يشاهد الأخبار بالإنجليزية من قناة الجزيرة، لكن بقية الشعب الأميركي يشاهد القنوات المحلية وهذه لا تعكس حقيقة ما يجري بل هي ممتلئة وبعد ثلاثة أشهر على المجازر بالأخبار عما جري يوم السابع من أكتوبر وحتى ذلك ضمن الرؤية الإسرائيلية، وكأن إسرائيل تتعرض للإبادة من قبل النازية وتواجه المحرقة مجددا… قال المسؤول وأضاف، هكذا لا يوجد ضغطا فعليا على الإدارة التي تظن أن تأثير اللوبي اليهودي الإعلامي قوي وسوف يساهم في كسب المعركة الانتخابية هذا العام، وهذا هو أهم ما يهم الرئيس الأميركي. قلت لذاتي شكرا للجزيرة، ولكن ماذا يفعل ملايين الأميركيين من أصول عربية طوال هذه العقود؟ على الأقل بوسعهم الان انتهاز ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنهم…

   في اليوم التالي تأكدت أن الخبر يخص الإسرائيليين لوحدهم، وان الاستعداد الطبي لاستقبال إصابات من الشمال والجنوب ربما يُراد منه تخويف المقاومة في لبنان بأن الهجوم قادم والاستعداد قائم على أشده، وها هي المستشفيات تستعد للسيناريو الأسوأ بوصول بعض الصواريخ إلى تل أبيب… كل ذلك لإغراء المقاومة بالكف عن مناصرة غزة بالنار وتقبل الحل الدبلوماسي. لقد توسعت الحرب فعلا على عكس رغبة واشنطن التي تفقد هيبتها بين حلفائها، وسيطرتها على البحار والتجارة، بل أصبحت تتخوف على مصير قواعدها… والسبب هو رغبة النتن ياهو في توسيع الحرب لتضييع آثار هزيمة حكومته في السابع من أكتوبر وفشل قواته لاحقا، وكونه يعرف أن توقف الحرب معناه طرده من المنصب ومحاكمته محليا ودوليا.  

   في مساء السابع عشر من يناير قال مذيع الجزيرة: إن الحكومة الإسرائيلية طلبت من المستشفيات الاستعداد لاستقبال إصابات حرجة من الجنوب والشمال. قلت لذاتي، أخيرا أفاقت الحكومة وقررت تحويل المسار لكسب سكان قطاع غزة والضفة بعلاج مصابيهم، أو على الأقل الإصابات الصعبة وهي بعشرات الآلاف. خطر ببالي أن هذا عمل ذكي لفصل العلاقات بين حركات المقاومة والشعب، ولكسب الرأي العام العالمي مجددا، وإفشال دعوة جنوب أفريقيا التي تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية… لم يفسر المذيع الخبر، بل انتقل إلى أخبار متكررة يوميا عن القصف والقتل والإصابات والتجويع والعجز عن تطبيب المصابين ودفن الجثث المتعفنة، وأيضا أخبار تصدي رجال المقاومة ونسف الدبابات ونصب الكمائن، ولم يكن ذلك يستدعي طلب المستشفيات بالاستعداد لتلقي إصابات من أطراف البلاد.

   اعترضت خاطرة سريعة مسار تفكيري غير المتركز؛ هل خسائر الجيش ضخمة ويريدون الإفصاح عنها؟ أو هل تلقوا ضربة شديدة أوقعت فيهم مئات الإصابات؟ أو ربما يريدون الهجوم على حزب الله ويتوقعون أن تُقصف تل أبيب وتنهار أبنيتها على غرار 11 سبتمبر في نيويورك؟ تجاهل ذهني ذلك وانتقل في سرحانه إلى فرضية أن ألمانيا قد أقنعت إسرائيل بالانقلاب السلمي، خصوصا وان برلين تعرف عدمية وثمن المجازر والإبادة التي مارستها ضد ناميبيا في مطلع القرن العشرين، وضد اليهود في الثلث الأول من ذلك القرن… قلت لذاتي ربما تنبهت حكومة برلين بعد توبيخها من ناميبيا على أثر مساندتها وانضمامها إلى إسرائيل ضد اتهام جنوب أفريقيا للاحتلال بالإبادة، وربما تذكرت برلين أنها تنضم دوما إلى جانب الباطل في مواقفها وحروبها، ولهذا أفاقت على توبيخ ناميبيا وأقنعت ضحيتها القديمة وحليفتها الحالية بالتوجه إلى الهجوم السلمي وقلب الطاولة على الفلسطينيين وأنصارهم وعلي الحكومات والشعوب التي تتظاهر ضد الحرب والاحتلال.

      لم أصدق أوهامي، بل تمنياتي، لكن المذيع لم يقدم تفسيرا إضافيا في النشرة التالية؛ فذهبت إلى مواقع إخبارية أخرى لم تسعفني في حينه، لكنني عثرت على خبر منسوب إلى مؤرخ إسرائيلي مشهور هو آيلان بابيه، الذي قال في محاضرة في حيفا قبل يوم واحد ما معناه، أن المشروع الصهيوني يحتضر وسيحدث فراغ في فلسطين وعلى حركة التحرر ملئه؛ فقلت ربما يريدون تطبيب الفلسطينيين في مستشفياتهم لإقامة صداقة شعبية تمكن من يريد البقاء في البلاد من التعايش مع سكانها الأصليين. يقدم المؤرخ ستة أسباب لانهيار المشروع الصهيوني: الصراع الداخلي المحتدم في داخل إسرائيل بين العلمانيين والمتطرفين. السبب الثاني هو الدعم العالمي غير المسبوق للقضية الفلسطينية على إثر الحرب التدميرية في غزة. السبب الثالث هو إدراج إسرائيل كدولة فصل عنصري من قبل المنظمات الدولية الإنسانية المحترمة. رابعا وحسب المؤرخ المشهور؛ تردي الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر وضعف القدرة الشرائية في إسرائيل. خامسا، عجز الجيش عن حماية جنوب وشمال البلاد وتحول اليهود إلى لاجئين داخل الدولة وزيادة النازحين منها للخارج. ثم يضيف المؤرخ السبب السادس وهو رفض الأجيال الجديدة من يهود العالم ما تقوم به إسرائيل.  

   ثم عثرت في مخزوني من المعلومات على خبر نشرته صحيفة هأرتس الإسرائيلية يوم الثالث من يناير، أي قبل انعقاد المحكمة الدولية، يقول عنوانه إن الاتهام بالإبادة يجب أن يكون نداء تنبيه للإفاقة في إسرائيل. جاء في الخبر أن الحقيقة تتضح بانقياد إسرائيل لأكثر حكومة يمينية في تاريخها حيث أعضاؤها يتحدثون عن إبادة غزة ويناقشون علنا فكرة الترحيل وينادون لاحتلال غزة وإقامة مستوطنات فيها وحقيقة أن النقاش العام في إسرائيل يُطبع القتل لخمسين ألف، أو مائة ألف غزي، وتجويع السكان وإعاقة إيصال الدعم الإنساني للضغط على حماس، وكل ذلك سيدعم المحكمة لإدانة إسرائيل بالإبادة. فكرت: ربما أفاق البعض ولو على سبيل التضليل والادعاء أنهم يساعدون في تطبيب المصابين بالخطأ، كما يقولون، وذلك لقلب المعلومات عن رغبة الحكومة ومعظم الشارع الإسرائيلي في الإبادة.

   لقد ثبت أن أولى المظاهرات في العالم ضد الحرب في غزة، وفي واشنطن تحديدا قام بها اليهود، ونسمع كثيرا أصوات مفكرين إسرائيليين ضد الحرب ويتهمون الحكومة بعمل مجازر وإبادة. إذا لا يمكن القول إن كل اليهود أو كل الإسرائيليين يوافقون على مخطط الإبادة في غزة… ونتذكر قبل بداية هذه الحرب أن عشرات آلاف الإسرائيليين كانوا يتظاهرون ضد سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة كل يوم سبت، ولا ننسى توسع حركة أهالي الأسرى في غزة وتحول مطالبهم من تحرير أبنائهم إلى وقف الحرب؛ فما سبب هذا التحول؟ بصراحة أن بحث الأهالي عن مصادر أخبار غير إسرائيلية للاطمئنان على ذويهم أراهم ما يدور في غزة من حرب إبادة وتعريض ذويهم وكل سكان غزة للخطر والموت… هذه المعرفة أرشدتهم وغيرت نظرتهم. في المدارس والجامعات والجيش وفي الإعلام المهيمن عليه يكثر التحريض الممنهج ضد الفلسطينيين… أضف لذلك أن القوى الاقتصادية الصهيونية تسيطر على الإعلام الأميركي والغربي سواء عبر الملكية أو التأثير الإعلاني بل والابتزاز الأخلاقي وغيره من أنواع الابتزاز، وبالتالي تكاد تنعدم معرفة الجمهور الإسرائيلي أو الأميركي بما يدور فعلا؛ فهم معذورين نسبيا ويسهل انقيادهم مع القطيع.        

   في ذات الليلة وانا مع هواجسي، استمعت إلى مسؤول أميركي سابق يجيب على تساؤلات حول سهولة انقياد البيت الأبيض للرغبات الإسرائيلية والاعتراض على وقف الحرب، قال المسؤول ضمن أمور عديدة أخرى، إنه شخصيا يشاهد الأخبار بالإنجليزية من قناة الجزيرة، لكن بقية الشعب الأميركي يشاهد القنوات المحلية وهذه لا تعكس حقيقة ما يجري بل هي ممتلئة وبعد ثلاثة أشهر على المجازر بالأخبار عما جري يوم السابع من أكتوبر وحتى ذلك ضمن الرؤية الإسرائيلية، وكأن إسرائيل تتعرض للإبادة من قبل النازية وتواجه المحرقة مجددا… قال المسؤول وأضاف، هكذا لا يوجد ضغطا فعليا على الإدارة التي تظن أن تأثير اللوبي اليهودي الإعلامي قوي وسوف يساهم في كسب المعركة الانتخابية هذا العام، وهذا هو أهم ما يهم الرئيس الأميركي. قلت لذاتي شكرا للجزيرة، ولكن ماذا يفعل ملايين الأميركيين من أصول عربية طوال هذه العقود؟ على الأقل بوسعهم الان انتهاز ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنهم…

   في اليوم التالي تأكدت أن الخبر يخص الإسرائيليين لوحدهم، وان الاستعداد الطبي لاستقبال إصابات من الشمال والجنوب ربما يُراد منه تخويف المقاومة في لبنان بأن الهجوم قادم والاستعداد قائم على أشده، وها هي المستشفيات تستعد للسيناريو الأسوأ بوصول بعض الصواريخ إلى تل أبيب… كل ذلك لإغراء المقاومة بالكف عن مناصرة غزة بالنار وتقبل الحل الدبلوماسي. لقد توسعت الحرب فعلا على عكس رغبة واشنطن التي تفقد هيبتها بين حلفائها، وسيطرتها على البحار والتجارة، بل أصبحت تتخوف على مصير قواعدها… والسبب هو رغبة النتن ياهو في توسيع الحرب لتضييع آثار هزيمة حكومته في السابع من أكتوبر وفشل قواته لاحقا، وكونه يعرف أن توقف الحرب معناه طرده من المنصب ومحاكمته محليا ودوليا.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
Scroll to Top